Islam and life

Diese Homepage wurde mit einem neuem CMS aufgesetzt und befindet sich daher in Arbeit ...

الإسلام و الحياة
يكثر إخوتي تداول حديث: (( لئن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من أن يراق دم امرء مسلم ))
و كثير من الإخوة يصدمون عندما يُقال لهم أنه حديث غير صحيح فيظنوا أن هذا يطعن في معناه، و هنا يجب أن نفرق بين التوصيف من الناحية الحديثية تماشياًً مع أقوال المحدثين و قواعد علم الحديث من سند و متن و صحة و ضعف و بين معنى الحديث و توافقه أو عدمه مع مبادئ هذه الشريعة السمحاء. هذا الحديث مثلًا ليس صحيحاً من الناحية الحديثية و لذلك من الأحوط عدم تداول هذه المقولة كحديث نبوي تلافياْ للوقوع في المحظور و لكن معناه صحيح بلا شك ففي الحديث لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق (البيهقي في شعب الإيمان) أو عند النسائي مرفوعاً: قدر المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا. و هذا متناسقٌ متناغمٌ مع القرآن الكريم بل أكثر من ذلك حيث تنطبق هذه المقولة على كل نفس بشرية، فكرامة الإنسان و صيانة النفس البشرية من القتل و سفك الدماء (من قتل نفساً ...، الآية) و الحفاظ على كرامته (و لقد كرمنا بني آدم) غير مرتبط بدين و لا عقيدة و هي مصونة لنفسها لا لغيرها في روح هذه الدين و مقاصدِ شريعته. و لذلك وجب خاصة على العلماء و الخطباء و الكتاب التأكيد على أن حماية النفس الإنسانية من كل سوء و خاصة من سفك الدماء واجب إسلامي شرعي غير مرتبط بدين أو مذهب أو طائفة. و للأسف عندما نؤكد على موضوع الإسلام و الإيمان في حماية النفس البشرية نعطي الإنطباع و كأننا كمسلمين نتساهل في سفك دم غير المسلم أو قتل غير المؤمن و هذا متعارض جذرياً مع تعاليم ديننا مع الإعتراف بوجود أقوال مخالفة في تراثنا و لكننا غير ملزمين بها فندرسها و نمحصها و لكنها ليست قرآناً منزلاً و لا حديثاً ملزماً.

‫#‏طرفة_بغجاتي Tarafa Baghajati
ڤيينا 20 فبراير شباط ٢٠١٦